🎬 فاطمة ناصر لـ”الشرق”: “برزخ” تجربة لدعم السينما المستقلة ومغامرة خارج السائد
طرحت الممثلة والمنتجة التونسية فاطمة ناصر فيلمها الجديد “برزخ” في قاعات السينما التونسية هذا الأسبوع، في خطوة تعد الأولى لها كمنتجة منفذة وبطلة في الوقت ذاته.
الفيلم من إخراج قيس الماجري، وينتمي إلى ما يُعرف بـ”سينما النوع”، وتحديدًا الفانتازيا والخيال العلمي، وهو اختيار غير مألوف في المشهد السينمائي التونسي الذي يتأرجح عادةً بين “سينما المؤلف” والإنتاجات التجارية.
وفي حوارها مع الشرق، أكدت فاطمة ناصر أن “برزخ” ليس مجرد تجربة إنتاجية عابرة، بل مشروع متكامل لدعم السينما المستقلة وصنّاعها الشباب في تونس، في ظل غياب واضح للدعم المؤسسي والاعتماد شبه الكامل على التمويل الذاتي.
وقالت إن الفيلم تم إنتاجه بتمويل ذاتي كامل دون أي دعم من الدولة أو المؤسسات الثقافية، وهو ما جعل التجربة أكثر تحديًا.
رغم ذلك، وصفت ناصر تعاونها مع المخرج قيس الماجري بـ”السلس والمثمر”، مشيدةً بقدرته على تجاوز العقبات الفنية والمالية بابتكارات إخراجية مبدعة، وأضافت:
“الماجري منح الممثلين مساحة واسعة للأداء، وكان حريصًا على أن يكون العمل متكاملًا رغم شحّ الموارد”.
🔹 بطولة جماعية وصراع إنساني
وتجسد فاطمة ناصر في الفيلم شخصية “فرح”، وهي محور الأحداث، لكنها تؤكد أن العمل يقوم على بطولة جماعية يشارك فيها فنانون من أجيال مختلفة، من بينهم: جمال المداني، أسامة كشكار، محمد السياري، ونور بالطيب.
وتصف فاطمة شخصيتها بأنها امرأة تعيش صراعًا داخليًا بين آلام الماضي وهواجس الحاضر، وبين التمسك بالأرض والعائلة من جهة، والرغبة في التحرر والانعتاق من جهة أخرى، مشيرةً إلى أن الدور تطلّب “اشتغالًا نفسيًا واجتماعيًا عميقًا لإبراز انكسارات الشخصية وتطلعاتها في آنٍ واحد”.
🔹 ثلاث سنوات من العمل
كشفت فاطمة أن الفيلم استغرق ثلاث سنوات كاملة من الكتابة إلى ما بعد الإنتاج، موضحةً أن العمل مرّ بمراحل تطوير ومراجعات متكررة للنص والشخصيات، إضافة إلى إعادة صياغة بعض المشاهد في مرحلة المونتاج لضمان تقديم منتج فني متكامل.
وأضافت أن القصة في ظاهرها بسيطة –صراع على قطعة أرض– لكنها تتحول عبر رؤية المخرج إلى حكاية رمزية تمزج بين الواقع والخيال.
🔹 تعاون عربي في الإنتاج والتوزيع
وفي إطار سعيها لضمان جودة فنية عالية، استعانت ناصر بخبرات عربية في المراحل التقنية، حيث تولّت شركة “أورما” المصرية تنفيذ المؤثرات البصرية والتلوين، بينما أسندت مهمة التوزيع إلى الشركة السعودية “سيني ويفز”، ليصبح الفيلم مشروعًا إقليميًا يجسد التعاون العربي في دعم السينما المستقلة.
ومن المقرر أن يُعرض الفيلم في سينما زاوية بالقاهرة خلال أكتوبر المقبل، إلى جانب عروض مرتقبة في المملكة العربية السعودية.
🔹 عن غياب الفيلم عن المهرجانات
وحول غياب “برزخ” عن المهرجانات قبل طرحه تجاريًا، أوضحت فاطمة أن عرضه الأول كان ضمن المسابقة الوطنية لـ”أيام قرطاج السينمائية”، لكن ظروف العرض لم تكن في صالح الفيلم، مضيفةً:
“الفيلم هُمّش في قرطاج، لذلك كان من المهم طرحه في القاعات ليكتشف الجمهور عالم الماجري البصري في أول أفلامه الروائية الطويلة”.
وأكدت أن الفيلم سيُعرض قريبًا في مهرجانات أخرى متخصصة في “سينما النوع”.
🔹 مشاريع جديدة وعودة إلى مصر
بعيدًا عن “برزخ”، كشفت فاطمة ناصر عن تحضيرها لعدة مشاريع جديدة، منها فيلم قصير مع مخرج كردي، إلى جانب عودتها المرتقبة إلى الساحة الفنية المصرية بعد فترة غياب.
وقالت إنها ستشارك في مهرجان الجونة السينمائي خلال أكتوبر المقبل، وتدرس حاليًا عروضًا جديدة في السينما والدراما المصرية والتونسية.
وأضافت:
“بدايتي كانت من مصر، وأرغب في العودة بقوة إلى المشهد الفني المصري قريبًا”.
واختتمت ناصر حديثها بالإشارة إلى أن آخر أعمالها في مصر كان مسلسل “الشرنقة” في رمضان 2025 إلى جانب الفنان أحمد داود، بينما شاركت في تونس في الجزء الثاني من مسلسل “رقوج” للمخرج عبد الحميد بوشناق.