رغم الاحتجاجات.. وجهات إسبانية لا تزال ترحب بالزوار
في السنوات الأخيرة، بات الصيف في إسبانيا يرتبط بموجة من الاحتجاجات المناهضة للسياحة، خاصة في المناطق التي تعاني من الازدحام الزائد وارتفاع أسعار الإيجارات بسبب المنصات السياحية مثل “Airbnb”. ورغم أن السياحة تسهم بأكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إلا أن بعض المدن أصبحت ترى في الزوار عبئًا بدلًا من نعمة.
ومع ذلك، لا تزال هناك وجهات إسبانية تفتح أبوابها للسيّاح وتقدم لهم تجارب أصيلة بعيدًا عن الازدحام، وتُرحّب بهم كضيوف لا عبء.
إكستريمادورا.. الجمال المنسي
قليلون هم من يغامرون بزيارة إكستريمادورا، المنطقة الداخلية الواقعة على الحدود مع البرتغال. لكنها كنز دفين يضم ثلاث مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو: كاثيريس، مريدا، وغوادالوبي.
تتميز المنطقة بمواقع طبيعية فريدة مثل منتزه “مونفراغوي” الوطني، و”جيوبارك فيلوركاس-إيبوريس-هارا”، بالإضافة إلى شاطئ “أوريلانا بلايا” الذي يُعد أول شاطئ مياه عذبة يحصل على العلم الأزرق في إسبانيا.
أما مدينة مريدا، فهي تحفة أثرية تحتضن أحد أفضل المسارح الرومانية المحفوظة خارج إيطاليا، وتُقام فيه عروض مسرحية صيفية كل عام.
كاسيريس، العاصمة الإقليمية، تجذب عشاق الطعام من كل مكان، بفضل مطعم “Atrio” الحاصل على ثلاث نجوم ميشلان ومجموعة من الحانات التي تحتفي بالمكونات المحلية.
إل هييرو.. نموذج السياحة المستدامة
في أقصى الغرب من جزر الكناري، تبرز جزيرة “إل هييرو” كوجهة مثالية للهروب من الزحام. بتضاريسها البركانية، وغاباتها الكثيفة، وشواطئها متعددة الألوان، تُعد الجزيرة محمية طبيعية معترف بها من قبل اليونسكو.
وتتميز “إل هييرو” برياضة الغوص، إلى جانب أنشطة أخرى مثل الطيران المظلي، والمشي في الطبيعة، وركوب الدراجات.
طرويل.. المقاطعة المنسية
أما الباحثون عن تجربة أصيلة في أعماق الريف الإسباني، فوجهتهم قد تكون مقاطعة طرويل في شرق البلاد. حيث لا تصلها القطارات، لكن من يصلها بالسيارة يُكافأ بمشاهد طبيعية خلابة وبلدات قديمة تحكي تاريخًا مشتركًا بين الثقافات الإسلامية والمسيحية.
وتوفر المنطقة أنشطة مثل التنقيب عن الكمأ، ومسارات مشي تمرّ على آثار ديناصورات، إلى جانب شلالات وأنهار مناسبة للسباحة في قلب الطبيعة.
السياحة الواعية.. حل لا أزمة
بينما تتفاقم الاحتجاجات في وجهات مزدحمة، تقدم هذه المواقع الإسبانية البديلة حلولًا بسيطة وفعالة: ترحب بالزوار الباحثين عن تجربة أكثر وعيًا واستدامة، بعيدًا عن الزحام والاستهلاك المفرط.