تهديد جديد لصناع المحتوى.. إنفلونسرز الذكاء الاصطناعي يزاحمون البشر على الأرباح

“انفلونسرز الذكاء الاصطناعي”.. الجيل الجديد الذي يهدد وجود البشر على السوشيال ميديا

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية لتسهيل الحياة أو تطوير الأعمال، بل أصبح اليوم منافسًا حقيقيًا للبشر في أهم ساحة عرفها القرن الجديد: منصات التواصل الاجتماعي.
فبعد أن كانت الشهرة حكرًا على “البلوجرز” وصُنّاع المحتوى الحقيقيين، ظهر جيل جديد من “الانفلونسرز” لا يأكلون ولا ينامون، لا يشيخون ولا يخطئون.. لأنهم ببساطة غير موجودين.

منذ ظهور ليل ميكيلا عام 2016، وهي أول مؤثرة افتراضية تم تصميمها بالكامل بالذكاء الاصطناعي، تغيّرت قواعد اللعبة.
الفتاة التي بدت حقيقية لدرجة أن الملايين ظنوا أنها إنسانة حقيقية، أصبحت وجهًا لحملات كبرى لعلامات مثل “برادا” و“كالفن كلاين” و“بي إم دبليو”، وحققت وحدها أكثر من 10 ملايين دولار في عام واحد.
أما اليوم، فقد صار المشهد أكثر غرابة؛ مؤثرات بملامح واقعية جدًا، وأجساد مثالية مصممة لتخدم كل ذوق، يجمعن مئات الآلاف من المتابعين ويبرمن صفقات إعلانية كما لو كنّ نجمات حقيقيات.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ما الذي يدفع الشركات لتفضيل مؤثر افتراضي على إنسان حقيقي؟
الإجابة بسيطة وقاسية في الوقت نفسه: هؤلاء لا يخطئون، لا يتورطون في فضائح، لا يطالبون بحقوق، ولا يحتاجون لأجور مرتفعة أو إجازات.
إنهم حلم كل مدير تسويق، وكابوس كل بلوجر حقيقي.

ولعل ما يزيد الطين بلّة، أن هؤلاء “المؤثرين الافتراضيين” لم يعودوا مجرد صور رقمية، بل أصبحوا يعيشون قصصًا ومشاعر مصطنعة.
فـ”ميكيلا” نفسها أثارت الجدل عندما أعلنت إصابتها بسرطان الدم، في حملة دعائية لبرنامج وطني للتبرع بنخاع العظم، ما أثار غضب المتابعين الذين اعتبروا الأمر استغلالًا للمشاعر الإنسانية لصالح شركة برمجيات.

لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي مرحلة المحاكاة إلى مرحلة الاحتلال الهادئ، حيث يستبدل الوجوه الحقيقية بنسخ مثالية بلا عيوب.
وفي عالمٍ تحكمه المشاهدات والتفاعل، يبدو أن الصراع القادم لن يكون بين “البلوجرز” بعضهم البعض، بل بين الإنسان والآلة، بين الواقعية الصادقة والصورة المصممة بعناية.

وربما آن الأوان لنسأل أنفسنا:
إذا كانت “المشاعر الافتراضية” قادرة على جذب ملايين المتابعين وتحقيق الملايين من الأرباح، فماذا سيتبقى لصُنّاع المحتوى الحقيقيين؟
وهل سيأتي يوم نجد فيه “مؤثرة ذكاء اصطناعي” تشرح لنا كيف نتعامل مع القلق والاكتئاب… الذي تسببت هي نفسها فيه؟

عن ساهندا سليمان

شاهد أيضاً

حبس البلوجر دنيا الحراقة بتهمة بث محتوى خادش للحياء على مواقع التواصل

ضبط صانعتَي محتوى بتهمة نشر الفسق والفجور بعد بث مقاطع راقصة خادشة للحياء رصدت الإدارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *