رحلة بين أسواق بغداد القديمة.. المتنبي والسراي والصفافير
بغداد – جولة واحدة تكفي لتأخذك في رحلة عبر الزمن، حيث تتنفس بغداد تاريخها في أسواقها العريقة. فمن شارع المتنبي الذي يجتمع فيه الأدباء والمثقفون، إلى سوق السراي الذي يحتضن الحرف اليدوية التقليدية، وصولًا إلى سوق الصفافير حيث يسطع النحاس بوهج الماضي، لتتجلى لوحة متكاملة من الثقافة والتجارة والتراث.
سوق الصفافير.. ذاكرة بغداد الحية
يصف أمير محمد الصفّار، أحد تجار السوق، الصفافير بأنه وجهة مفضلة للسياح الأجانب وزوار العراق، مشيرًا إلى أن تاريخه يعود إلى أكثر من ألف عام، وتحديدًا إلى عهد المدرسة المستنصرية. ويؤكد الصفّار أن السوق شهد على مدار تاريخه إقبالًا واسعًا، حتى من رؤساء دول، لما يحمله من قيمة حضارية متجذرة.
يعرض السوق تشكيلة واسعة من الأواني والأدوات النحاسية التي كانت جزءًا أساسيًا من تفاصيل الحياة العراقية، لكنه يواجه تحديات كبيرة مع تقلص أعداد الحرفيين بفعل التكنولوجيا وتغيّر أنماط المعيشة.
زوار السوق.. العائلات المثقفة
يشير الصفّار إلى أن أكثر مرتادي السوق هم من العائلات المثقفة الباحثة عن كل ما هو أصيل، حيث تربطهم بالقطع النحاسية ذكريات قديمة وقيمة وجدانية. ورغم التحديات، يبقى الأمل قائمًا في إعادة تطوير السوق والاهتمام به، ليظل شاهدًا حيًا على تاريخ بغداد، كما هو الحال مع شارع المتنبي والمدرسة المستنصرية.