عاد اسم التيك توكر شاكر – المحبوس حاليًا على ذمة قضايا تتعلق ببث محتوى غير لائق – إلى دائرة الجدل من جديد، لكن هذه المرة بعيدًا عن مقاطع الفيديو واللايفات المثيرة. فقد كشفت تقارير إعلامية عن قيامه بالتبرع بمبلغ 16 ألف جنيه لصالح دار “زهرة مصر” لرعاية المسنين، وهو التبرع الذي خرجت إدارة الدار إلى الإعلام لتنكره وتستخف به، في مشهد أثار موجة واسعة من التساؤلات حول أخلاقيات العمل الخيري في مصر.
استخفاف غير مفهوم
إدارة “زهرة مصر” لم تكتف بإنكار التبرع، بل تحدثت بلهجة بدت للكثيرين استخفافًا بمصدر المبلغ وقيمته، وهو ما اعتبره متابعون موقفًا غير لائق، خاصة أن الأموال وُجهت لرعاية مسنين يحتاجون دائمًا إلى كل دعم ممكن، مهما كان حجمه. فـ 16 ألف جنيه قد تبدو بسيطة، لكنها بالنسبة لكبار السن في دار رعاية يمكن أن تساهم في علاج أو دواء أو تحسين مستوى معيشة.
الخير لا يُنكر
القضية هنا تتجاوز اسم شاكر وما يحيط به من جدل، لتطرح سؤالًا أعمق: هل يجوز للمؤسسات الخيرية أن تتعامل بانتقائية مع التبرعات بناءً على شخصية المتبرع أو ماضيه؟ الأصل في العمل الخيري أن “الخير يُقبل مهما كان مصدره”، طالما أن الهدف هو منفعة المستفيدين. وإنكار التبرع علنًا لا يُسيء فقط للمتبرع، بل يُفقد المؤسسة جزءًا من مصداقيتها.
تناقض يضر أكثر مما ينفع
المجتمع كثيرًا ما يطالب مشاهير السوشيال ميديا باستغلال أموالهم في أعمال نافعة، وحين يقوم أحدهم بالفعل بخطوة – ولو محدودة – يجد نفسه أمام إنكار أو سخرية. هذا التناقض لا يضر بشاكر وحده، بل يضر بصورة العمل الخيري ككل، ويضع علامات استفهام حول آليات إدارة هذه الدور.
بين شاكر و”زهرة مصر”
شاكر الآن محبوس وممنوع من البث، لكن موقف “زهرة مصر” فتح الباب لجدل جديد: هل يجوز أن يختلط العمل الخيري بالصراعات الشخصية والصورة الذهنية للمتبرعين؟ أم أن المسؤولية تقتضي تقدير أي عطاء يصل إلى كبار السن الذين يحتاجون الرعاية أكثر من أي جدل إعلامي؟
الخلاصة
تبرع شاكر، مهما كان صغيرًا أو صادرًا عن شخصية مثيرة للجدل، يبقى فعل خير لا يصح إنكاره. والمؤسسات الخيرية، خصوصًا دور رعاية المسنين، مطالبة بأن تضع مصلحة النزلاء فوق أي اعتبار، لأن الاستخفاف بعطاء ما هو في النهاية استخفاف بحقوق من ينتظرونه.