لن تصدق عينيك.. جبل كازاخستان الذي يبدو كقطعة حلوى عملاقة

بوكتي.. الجبل “الكعكة” الذي يخطف الأنظار في كازاخستان

كازاخستان، هذه الدولة الشاسعة التي تجمع بين السهول الواسعة والجبال الشاهقة، لا تزال تخبئ بين جنباتها كنوزًا طبيعية مجهولة للكثيرين حول العالم. ومن بين هذه الكنوز يبرز جبل بوكتي، الذي يُلقّب بـ”الكعكة الملونة”، كأحد أجمل المعالم الجيولوجية في آسيا الوسطى، وأيقونة طبيعية فريدة تُثير دهشة كل من يراه.

كعكة من صنع الطبيعة

عند النظر إلى جبل بوكتي من بعيد، قد يظنه البعض قطعة حلوى ضخمة أو كعكة متعددة الطبقات. لكن الحقيقة أن هذه التشكيلات الملوّنة ما هي إلا نتاج ملايين السنين من الترسيب الجيولوجي، حيث تراكمت الصخور والرواسب بشكل طبقي متدرج، فكوّنت هذا المشهد الاستثنائي الذي يخطف الأنفاس.

المصور الروسي الشهير دانيل كوردان، الذي اشتهر برحلاته لتوثيق المناظر الطبيعية النادرة، كان من بين المحظوظين الذين تمكنوا من تصوير الجبل بعدسة فنية، ليُظهر للعالم تحفة طبيعية تُشبه لوحات الخيال. ويقول كوردان في تصريحاته: “بوكتي ليس مجرد جبل، إنه رمز لفن الطبيعة الخالد، قصة جيولوجية مدهشة محفورة في الصخور.”

من العملة إلى الواقع

بدأ اهتمام كوردان بالجبل عندما صادف صورته مطبوعة على ورقة نقدية من فئة 1000 تينغ، العملة الرسمية في كازاخستان. أثارت تلك الصورة فضوله، فقرر أن يشاهد الجبل على أرض الواقع. وخلال رحلته الاستكشافية إلى مقاطعة مانجستاو، ساعده السكان المحليون في الوصول إلى الموقع الفريد، حيث عاش تجربة وصفها بأنها “لا تُنسى”.

محمية طبيعية وتاريخية

يقع جبل بوكتي داخل محمية مانجستاو التاريخية والثقافية الحكومية، وهي منطقة غنية بالمعالم الطبيعية والأثرية، إذ تضم آثارًا تعود إلى حضارات قديمة عاشت في آسيا الوسطى، إلى جانب مناظر طبيعية تروي قصص الأرض عبر ملايين السنين.

الاسم “بوكتي” في اللغة الكازاخية يعني “الفطيرة”، وهو وصف دقيق للشكل الطبقي للجبل، الذي يبدو وكأنه قطعة حلوى جيولوجية ضخمة نحتتها الطبيعة على مهل.

مقصد للسياحة والمغامرة

لا يُعد جبل بوكتي مجرد مشهد طبيعي، بل أصبح وجهة مفضلة لعشاق المغامرة والمصورين والسياح الذين يبحثون عن أماكن جديدة خارج الوجهات التقليدية. فإلى جانب جماله، يُقدم الجبل فرصة فريدة لرحلات السفاري والتخييم، مع أجواء هادئة بعيدة عن صخب المدن.

كما بدأت الحكومة الكازاخية في السنوات الأخيرة الترويج لمثل هذه المواقع ضمن خطتها لتعزيز السياحة البيئية، مستفيدة من الجمال الطبيعي الفريد الذي تتمتع به البلاد، والذي يجمع بين الصحارى والجبال والبحيرات.

بوكتي.. أسطورة بين الواقع والخيال

ما يميز جبل بوكتي أنه يجمع بين الأسطورة والواقع؛ فبينما يبدو وكأنه منحوتة فنية من صنع الإنسان، إلا أنه في الحقيقة نتاج عمليات طبيعية معقدة امتدت لملايين السنين. هذا التناقض الساحر جعل الجبل أشبه بـ”لوحة حية”، يروي من خلالها التاريخ الجيولوجي للأرض نفسه.

ولعل زيارة جبل بوكتي لا تُعتبر مجرد رحلة لمشاهدة معلم طبيعي، بل هي تجربة روحانية تدفعك للتأمل في جمال الأرض وعظمة الطبيعة، وكيف يمكن أن تتفوق في إبداعها على أعظم الفنانين.