قواعد سفر جديدة في أوروبا: قيود أكثر صرامة لضمان السياحة المستدامة
تشهد أوروبا تغييرات جوهرية في أنظمة السفر، حيث بدأت اليونان وإسبانيا وإيطاليا ودول أخرى في منطقة شنغن في تطبيق لوائح أكثر صرامة للحد من الاكتظاظ السياحي، وحماية السكان المحليين، والحفاظ على الوجهات التاريخية والطبيعية.
تشمل هذه السياسات إجراءات متنوعة، مثل:
-
تحديث أنظمة مراقبة الحدود بالاعتماد على تقنيات رقمية متطورة.
-
تقييد أعداد سفن الرحلات البحرية وفرض رسوم إضافية على الركاب.
-
تشديد ضوابط الإيجارات قصيرة الأجل للحد من أزمة السكن في المدن المزدحمة.
-
إلزام الحجز المسبق للدخول إلى بعض الشواطئ الشهيرة.
هذه الخطوات تأتي ضمن توجه أوروبي أوسع نحو السياحة المستدامة التي تراعي التوازن بين راحة المسافرين وجودة حياة المجتمعات المحلية.
تحديثات على نظام التأشيرات والسفر
ابتداءً من الفترة المقبلة، سيُلزم المسافرون إلى منطقة شنغن بالحصول على تصريح ETIAS (مشابه لنظام ESTA الأميركي)، بتكلفة 20 يورو وصلاحية 3 سنوات. يأتي ذلك جنبًا إلى جنب مع تطبيق نظام EES لمراقبة الدخول والخروج إلكترونيًا، ما يفرض على الزوار الاستعداد المسبق لتجنب التأخير في المطارات.
اليونان: قيود على الرحلات البحرية
أصبحت جزر مثل ميكونوس وسانتوريني تحدد عدد سفن الرحلات البحرية المسموح لها بالرسو يوميًا، مع فرض رسوم 20 يورو على كل راكب. الهدف هو تقليل الازدحام، وحماية البنية التحتية، وتوفير بيئة أكثر راحة للسكان المحليين.
إسبانيا: ضوابط جديدة على الإيجارات القصيرة
في مدن مثل برشلونة ومدريد ومايوركا، شددت الحكومة قيودها على الإيجارات قصيرة الأجل عبر المنصات الإلكترونية، وألغت عشرات الآلاف من التراخيص غير القانونية. هذا التوجه يهدف إلى تخفيف أزمة السكن وتحسين جودة الحياة للسكان، مع إعطاء الأولوية للفنادق والإقامات المرخصة.
إيطاليا: شواطئ بالحجز المسبق
في سردينيا، أصبحت شواطئ مشهورة مثل “لا بيلوسا” و”كالا غولوريتسي” تتطلب حجزًا مسبقًا عبر تطبيق رسمي. وقد أظهر النظام نتائج إيجابية، من حيث تقليل الازدحام وحماية البيئة الطبيعية، لكن ذلك يعني أن التخطيط المسبق أصبح ضروريًا لزيارة هذه الوجهات.
تشديد العقوبات على السلوكيات المزعجة
تفرض عدة مدن أوروبية غرامات على التصرفات السياحية غير اللائقة، مثل تناول الطعام في أماكن غير مخصصة، أو الشرب في الأماكن العامة، أو ارتداء ملابس غير مناسبة في المواقع التاريخية والدينية.
خلاصة
رغم هذه القيود الجديدة، تبقى أوروبا وجهة جذابة للملايين سنويًا. لكن التغيير الحقيقي يكمن في طريقة السفر نفسها: لم تعد الزيارات العفوية أو غير المخططة خيارًا سهلاً، بل أصبح التخطيط المسبق والالتزام بالقوانين جزءًا أساسيًا من أي رحلة.
هذه اللوائح ليست عائقًا، بل فرصة لاكتشاف وجهات بديلة أقل ازدحامًا وأكثر أصالة، مع المساهمة في الحفاظ على البيئة والثقافة الأوروبية للأجيال القادمة.