السحاب
حبس البلوجر «البرنسيسة نوجا» بعد تعثرها عن دفع الكفالة… جرس إنذار جديد ضد المحتوى الهابط
في واقعة جديدة تضع تحت المجهر ظاهرة صانعي المحتوى المثير للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، قررت جهات التحقيق بدائرة قسم شرطة أول المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، حبس البلوجر نجلاء أبوسريع، المعروفة باسم «البرنسيسة نوجا»، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعدما تعذر عليها سداد الكفالة المالية المقدرة بـ 5 آلاف جنيه، والتي كانت شرطًا
لإخلاء سبيلها.
وكانت جهات التحقيق قد أصدرت في وقت سابق قرارًا بإخلاء سبيل المتهمة بكفالة مالية، غير أن عدم تمكنها من دفع المبلغ أعادها مجددًا إلى الحبس الاحتياطي، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية.
تعود بداية القصة إلى ضبط الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية للمتهمة، على خلفية اتهامها بصناعة محتوى وصف بالهابط، والترويج للفسق وخدش الحياء العام، وهو الأمر الذي أثار حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد لضرورة محاسبتها، وآخرين يبررون أفعالها تحت لافتة “حرية التعبير”.
القضية تفتح الباب مجددًا أمام تساؤلات مجتمعية مهمة: إلى أي مدى تحولت بعض منصات السوشيال ميديا إلى ساحات لعرض سلوكيات وأفكار تتعارض مع قيم المجتمع؟ وهل يمكن اعتبار ما تقدمه هذه النماذج “إبداعًا” أم مجرد بحث عن مشاهدات وشهرة سريعة ولو على حساب الأخلاق العامة؟
الدولة من جانبها اتخذت خلال السنوات الأخيرة خطوات واضحة لفرض الرقابة القانونية على المحتوى المنشور، سواء من خلال ملاحقة صناع المحتوى المخالفين أو تفعيل مواد القانون التي تجرم نشر ما يمس القيم الأسرية والمجتمعية. ورغم ذلك، يظل التحدي الأكبر في قدرة المجتمع على الفرز والوعي بخطورة التطبيع مع هذا النوع من المحتوى، خاصة لدى الفئات الأصغر سنًا.
قضية «البرنسيسة نوجا» ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكنها بمثابة رسالة واضحة لكل من يعتقد أن المنصات الرقمية مساحة مفتوحة بلا ضوابط، وأن السعي وراء التريند يمكن أن يمر دون محاسبة. فاليوم، أصبح من الضروري إعادة تعريف حدود حرية التعبير على السوشيال ميديا، بحيث تظل منبرًا للآراء والأفكار، دون أن تتحول إلى أداة لهدم القيم وتشويه الوعي الجمعي.
