في واقعة هزّت منصات التواصل الاجتماعي وأثارت موجة واسعة من الجدل، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على البلوجر المعروف باسم “ياسمين”، والذي حصد آلاف المتابعين عبر المحتوى الذي كان يقدمه، قبل أن تُكشف المفاجأة المدوية: “ياسمين” لم تكن سوى شاب متنكّر في هيئة فتاة طوال هذه الفترة.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المتهم تعمّد إخفاء هويته الحقيقية، مستخدمًا أسلوب الماكياج والملابس النسائية لتقمّص شخصية فتاة، في محاولة لاستغلال مظهره في جذب المشاهدات وزيادة التفاعل على حساباته. وأفادت مصادر مطلعة أن المحتوى الذي كان يقدمه اتسم في بعض الأحيان بالإيحاءات، الأمر الذي ساهم في انتشاره بين فئة واسعة من المستخدمين.
المفاجأة لم تتوقف عند كشف هويته الحقيقية، إذ ضبطت بحوزته أدوات ومواد منافية للآداب العامة، الأمر الذي أثار موجة غضب مضاعفة بين المتابعين، خاصة أولئك الذين شعروا بأنهم وقعوا ضحية خدعة متقنة امتدت لأشهر وربما لسنوات.
وأوضحت المصادر الأمنية أن المتهم يخضع حاليًا للتحقيقات لمعرفة دوافعه الحقيقية وراء هذا التنكر، وما إذا كان وراءه أغراض أخرى تتعلق باستغلال شهرة المنصات في أعمال مخالفة للقانون. كما يجري فحص نشاطه الرقمي بالكامل لرصد أي مخالفات أو انتهاكات محتملة.
على منصات التواصل الاجتماعي، امتلأت التعليقات بالدهشة والاستنكار، حيث عبر كثيرون عن صدمتهم من قدرة شخص على بناء هوية وهمية وإقناع الآلاف بها، فيما حذر آخرون من مخاطر الانخداع بالمظاهر على السوشيال ميديا، داعين إلى ضرورة التحقق من هوية من نتابعهم وعدم الانجراف وراء المحتوى المضلل.
هذه الواقعة، التي تشكل مثالًا صارخًا على خطورة استغلال المنصات الرقمية في الخداع والانحراف، فتحت مجددًا باب النقاش حول ضرورة تشديد الرقابة على المحتوى المقدم عبر وسائل التواصل، وفرض عقوبات رادعة على من يثبت تورطهم في تضليل الجمهور أو بث مواد منافية للقيم والأخلاق العامة.