السحاب
ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على البلوجر هبة طارق، الشهيرة بلقب “حسناء السوشيال ميديا”، في إطار حملة أمنية موسعة استهدفت عددًا من صانعي المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي خلال أغسطس 2025.
جاء اعتقال هبة طارق بعد ورود عدة بلاغات ضدها تتهمها بنشر محتوى خادش للحياء والتحريض على الفسق والفجور، إضافة إلى مخالفة أحكام قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018. وبحسب مصادر أمنية، فقد داهمت قوة من الشرطة شقتها بالقاهرة، وضبطت هاتفها المحمول الذي عُثر بداخله على مقاطع الفيديو المثيرة للجدل.
الاتهامات الموجهة إلى هبة طارق تضمنت:
-
نشر محتوى خادش للحياء العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
-
التحريض على الفسق والفجور.
-
مخالفة المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، التي تنص على معاقبة من يعتدي على القيم الأسرية بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة بين 50 و100 ألف جنيه.
حملة أمنية أوسع
لم تكن هبة طارق الوحيدة المستهدفة في هذه الحملة، إذ اعتقلت السلطات المصرية ما لا يقل عن 8 من مشاهير السوشيال ميديا خلال أسبوع واحد فقط. ومن بين المقبوض عليهم:
-
سوزي الأردنية (18 عامًا) – ألقي القبض عليها في القاهرة الجديدة.
-
أم مكة وأم سجدة – صانعتا محتوى على تيك توك.
-
مداهم – ضُبط بحوزته مبالغ مالية كبيرة ومخدرات.
-
شاكر محظور – بلوجر اعتُقل وبحوزته سلاح ناري غير مرخص.
انتقادات حقوقية
أثارت هذه الحملة موجة من الانتقادات من جانب منظمات حقوق الإنسان، إذ اعتبرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن السلطات تستخدم اتهامات فضفاضة مثل “انتهاك القيم الأسرية” كأداة لتقييد حرية التعبير والسيطرة على الفضاء الرقمي.
وأشارت المبادرة إلى أن 151 شخصًا على الأقل وُجهت إليهم هذه التهمة منذ عام 2020، فيما لفتت لبنى درويش، مسؤولة النوع والحقوق بالمبادرة، إلى ما وصفته بـ”التحيز الطبقي”، معتبرة أن الإجراءات تستهدف خصوصًا النساء من الطبقات الوسطى والدنيا اللواتي اكتسبن شهرة أو دخلًا كبيرًا من نشاطهن على السوشيال ميديا.
تهديدات رسمية لتيك توك
في سياق متصل، صعّد أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، من لهجته تجاه منصة تيك توك، ملوحًا بإغلاقها في مصر إذا لم تلتزم بالقوانين المحلية و”قيم المجتمع المصري” خلال مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
هذه التطورات تفتح الباب أمام جدل متجدد حول مستقبل صناعة المحتوى في مصر، وحدود حرية التعبير على المنصات الرقمية، والتوازن بين الرقابة وحماية القيم المجتمعية.
