السحاب
جاءت الحلقة الأولى بعنوان “أول أوبرا في التاريخ”، لتعيد إحياء اللحظة التي وُلد فيها هذا الفن الراقي في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1597، عندما اجتمع مجموعة من الفنانين والموسيقيين في قصر دوقي لصياغة أول عمل أوبرالي عُرف باسم “دافني”، من تأليف أوتافيو رينوتشيني وتلحين جاكوبو بيري.
وصفت أميرة سليم هذه اللحظة بـ”نقطة التحول الأولى في تاريخ الفن المسرحي الموسيقي”، مشيرة إلى أن تلك المجموعة التي أطلقت شرارة الأوبرا تُعرف باسم “الكاميراتا الفلورنسية”، وقد كانت تسعى إلى إحياء روح المسرح الإغريقي من خلال دمج الغناء بالتمثيل في شكل جديد كليًا.
تقنيات موسيقية جديدة وجمهور متفاعل
وأوضحت أميرة أن أوبرا “دافني” اعتمدت على تقنيات موسيقية جديدة في ذلك الوقت، أبرزها أسلوب “المونودي”، الذي يُغنى فيه النص بأسلوب منفرد مصحوب بآلات بسيطة مثل اللوت والتشيتارا (نوع من الجيتار)، ما يمنح كل كلمة شحنة عاطفية خاصة.
كما أشارت إلى أن أبرز ما ميّز هذه التجربة هو تفاعل الجمهور مع العرض، حيث لم يكن الجمهور صامتًا بل عبّر بانفعاله، وصفّق وتفاعل، تمامًا كما يفعل جمهور اليوم على منصات مثل تيك توك وإنستجرام.
ورغم أن النوتة الأصلية لهذا العمل قد فُقدت، فإن المؤرخين يعتبرونه البداية الحقيقية لفن الأوبرا، والذي تطور لاحقًا على يد موسيقيين كبار مثل كلاوديو مونتيفيردي، ليصل إلى شكل الأوبرا الدرامية الكبرى المعروفة اليوم.
الأوبرا ليست فنًا نخبويًا
شدّدت أميرة سليم في الحلقة على أن الهدف من “أوبرا ريمكس” لا يقتصر على توثيق تاريخ الأوبرا، بل يمتد إلى تفكيك الصورة النمطية بأنها فن معقّد أو لا يخص الناس العاديين. وأكدت أن الأوبرا كانت دائمًا مرآة لمشاعر الناس وقصصهم، تمامًا كما هو حال الدراما التليفزيونية أو الأغنية الشعبية اليوم.
واختتمت حديثها بجملة لافتة:
“لو عُرضت أوبرا دافني اليوم على تيك توك، كانت زمانها تريند!”
برنامج رائد في العالم العربي
يُعد برنامج “أوبرا ريمكس” المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي التي تسعى إلى تبسيط فن الأوبرا وتقديمه بأسلوب عصري وجذاب، من خلال قيادة فنية تقدمها واحدة من أبرز الأصوات الأوبرالية المصرية ذات الحضور الدولي القوي.
