من “قمرون” إلى قائمة المتهمين.. رحلة علياء من بيع المناديل إلى أرباح بالملايين ومحتوى خارج
أثارت التيك توكر علياء قمرون، أو كما تُعرف باسمها الحقيقي علياء سعيد، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تحوّلت من فتاة بسيطة تبيع المناديل في شوارع طنطا إلى واحدة من أبرز الأسماء على منصة “تيك توك”، محققة أرباحًا ضخمة في فترة زمنية وجيزة، ومثيرةً موجة من الغضب الشعبي دفعت الجهات المختصة إلى التحرك السريع لملاحقتها قانونيًا.
بداية متواضعة.. وانطلاقة “دينية”
في بداياتها، ظهرت علياء كمحجبة بسيطة تقدم محتوى دينيًا، ولفتت الأنظار بفيديو ديني شهير حمل عنوان «قمرون سيدنا النبي»، ما منحها اسم الشهرة “قمرون” وحقق لها قاعدة جماهيرية صغيرة بين جمهور المحتوى الهادئ والروحاني.
لكن هذا الطابع لم يدم طويلًا. فقد بدأت علياء بالتدرّج نحو محتوى أكثر جذبًا للتريندات، فخلعت الحجاب تدريجيًا، وغيّرت من أسلوبها وملابسها، لتظهر لاحقًا بمظهر أكثر جرأة، مع الاعتماد على الحركات الاستعراضية والبثوث المباشرة التي تطلب فيها الدعم المادي.
نقطة التحوّل.. بث كشف المستور
التحوّل الحقيقي الذي فجّر الغضب، جاء خلال بث مباشر ظهرت فيه تبكي، معلنة أن حسابها تعرّض للاختراق وسُرق منه مبلغ 300 ألف جنيه، لكنها في خضم انفعالها، كشفت أن هذا المبلغ يمثّل فقط أرباحها عن آخر 15 يومًا. بل وظهرت تفاصيل الرصيد على الشاشة، ما أكد صدق كلامها.
هذا التصريح العفوي، الذي اعتقده البعض مجرد شكوى شخصية، اعتبرته مصادر قانونية مفتاحًا فتح أبواب التحقيق على مصراعيها، إذ قدم صورة واضحة عن حجم الأرباح التي يجنيها بعض صناع المحتوى، والتي كانت محاطة بالغموض. لتبدأ بعدها سلسلة من التحركات القانونية تجاه عدد من البلوجرز والناشطين على تيك توك.
من الروحانية إلى الابتذال.. ثم التحقيق
رغم ما أثارته سابقًا من انتقادات بسبب تغيّر محتواها، إلا أن تصريحاتها الأخيرة، وما تضمنته من أرقام كبيرة، وألفاظ غير لائقة على حساباتها، عجّلت من تدخل الأجهزة الأمنية.
فقد وردت عدة بلاغات تتهمها ببث محتوى خادش للحياء، واستغلال المتابعين ماديًا، والإساءة لقيم المجتمع. وبالفعل، أعلنت الجهات الأمنية في 2 أغسطس 2025 عن القبض عليها، بعد التحفظ على عدد من الفيديوهات والبثوث التي اعتُبرت «مخلة وخارجة عن الآداب العامة».
روايات الأسرة.. وممارسات الشارع
دخول والدها على خط الأزمة أضفى بعدًا إنسانيًا مختلفًا، حيث قال في تصريحات نشرها عبر حسابه، إن ابنته كثيرًا ما عبّرت عن ضيقها من حالهم المادي، وكانت تطالبه بما لا يستطيع، من ملابس وهواتف باهظة. وأضاف: «أنا عمري ما خالفت ربنا، وهي دخلت طريق مفيهوش بركة»، مؤكدًا أنه لم يكن راضيًا أبدًا عن ما تقدمه من محتوى.
كما أشارت مصادر محلية إلى أن علياء كانت معروفة في محيطها ببيع منتجات بأسعار مبالغ فيها، وكانت تدخل في مشادات حادة مع من يعترض، إلى جانب ادعائها سابقًا التعرّض للسرقة والاعتداء، في محاولة مستمرة لاستدرار تعاطف المتابعين، وهي روايات لم تُقنع الكثيرين.
خلاصة:
قصة علياء قمرون تمثل نموذجًا صارخًا لتحولات السوشيال ميديا من وسيلة ترفيه إلى مصدر للثروة والجدل، وتفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول الضوابط الأخلاقية والقانونية لمحتوى المنصات الرقمية، خاصة حين يتحول «التريند» إلى بوابة للانفلات، والربح السريع إلى وسيلة تطيح بصاحبه إلى دائرة الاتهام.