صيادون يتحولون إلى “منقذين بيئيين”: سباق مع الجفاف لإنقاذ الأسماك من النفوق

في مواجهة الجفاف: صيادون ينقذون الأسماك من الهلاك غرب فرنسا

وسط جدول ماء جاف في غرب فرنسا، يتحرك عدد من الصيادين بأحذيتهم المطاطية ودِلاء في أيديهم، ليس بحثًا عن صيد وفير، بل لإنقاذ ما تبقى من أسماك مهددة بالنفوق بسبب الجفاف الحاد الذي ضرب المنطقة.

“ما تبقّى لا يكفي لحياة مائية”، بهذه الكلمات وصف فالنتان أورتولان، مدير اتحاد الصيد في مقاطعة شارانت، الوضع الكارثي في أحد روافد نهر شارانت، الذي جف على امتداد أكثر من 15 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن المياه لم تعد سوى برك متناثرة.

هذه الظاهرة لم تقتصر على شارانت وحدها، إذ تخضع معظم المقاطعات الفرنسية حالياً لقيود مشددة على استخدام المياه، بعدما كانت مقتصرة على 26 مقاطعة فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي، بحسب بيانات حكومية.

“سباق ضد الزمن”

يقود فريق مكوّن من صيادين ومتطوعين عملية دقيقة لإنقاذ الأسماك، مستخدمين جهاز صيد كهربائي يولد تيارًا خفيفًا يشل حركة السمك مؤقتًا لتسهيل اصطياده. يتم نقل الأسماك بعد ذلك إلى مياه مؤكسجة قبل إطلاقها في نهر أكثر وفرة بالمياه على بُعد كيلومترات قليلة.

وأسفرت العملية عن إنقاذ 260 سمكة حتى الآن، بينها أنواع مثل البايك والمينو والشوب، في حين لم يظهر أي أثر لأسماك التروت، رغم أنها من الأنواع الشائعة في النهر، ما يشير إلى وجود خلل بيئي أوسع.

جهود غير كافية

رغم هذه المحاولات، يؤكد أورتولان أن هذه الإجراءات ليست سوى “حلول إسعافية”، محذرًا من محدودية الإمكانيات أمام حجم الجفاف. ففي عام 2022، جف ما يزيد على 1260 كيلومترًا من الأنهار في شارانت، ولم يُنقذ منها سوى 15 كيلومترًا فقط.

من جهته، أشار نيكولا إيلبير، المدير الإقليمي للهيئة المسؤولة عن المياه، إلى أن هذا الجفاف يُعد “طبيعيًا لشهر يوليو”، مرجعًا ذلك إلى نقص الأمطار وموجات الحر، خصوصًا في مدينة أنغوليم التي سجّلت تراجعًا في معدلات المطر بنسبة 44% مقارنة بمتوسط الأعوام بين 1991 و2020.

دعوات للتحرك

طالب اتحاد الصيد الحكومة بتسريع جهود استعادة البيئة المائية والحد من سحب مياه الري في المناطق الحساسة. وقال فيليب أغار، صياد متقاعد، بأسى: “الجفاف لا يقتل الأسماك فقط، بل يهدد الحياة بأكملها في النهر… إنه إرث بيئي مشترك يُدمّر أمام أعيننا”.