منصة للتفاهة؟.. المجتمع يرفع صوته: كفاية تيك توك وبلوجرز بيشوهوا الصورة

“البلوجر”.. مهنة من لا مهنة له تفسد العقول وتفتك بالقيم

اللواء محمد مختار: التيك توك أصبح خطرًا على الأمن القومي.. والدولة لن تصمت

في أقل من 24 ساعة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة غريبة جمعت بين زوجة لاعب الزمالك الراحل “شيكا”، والفنانة وفاء عامر، وعدد من صانعات المحتوى مثل “أم سجدة”، و”أم مكة”، و”ليلى الشبح”، في مشهد عبثي جديد من مشاهد السوشيال ميديا، أفسد الذوق العام وأشعل الجدل بين الملايين.

بداية الأزمة كانت من خلال فيديو لإحدى البلوجر الجدد، اتهمت فيه زوجة اللاعب والفنانة وفاء عامر بتورطهما في بيع أعضاء زوجها، لتتحول الساحة الإلكترونية إلى ميدان صراع لفظي، مليء بالسباب والتشهير والإهانات. ومن هنا دخلت بلوجرز أخريات على الخط، إما للرد أو للركوب على التريند بأي وسيلة.

تيك توك.. بوابة العبث المجتمعي

لم تكن هذه الواقعة هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، في ظل تحوّل تطبيق “تيك توك” إلى منصة تروّج للتفاهة والسلوكيات غير الأخلاقية، دون حسيب أو رقيب. فأصبح المحتوى الهادف نادرًا، بينما يتصدر المشهد من لا يملك أي قيمة أو موهبة حقيقية، يقدمون عروضًا هابطة ومشاهد خادشة تستهدف جذب المتابعين و”الريتش”.

المؤسف أن بعض البلوجرز تجاوزوا كل الخطوط الحمراء، بظهورهم بملابس فاضحة، أو رقصات مثيرة، أو تحديات تافهة، في سباق محموم على اللايكات، وكأن المضمون لم يعد له أي أهمية.

اللواء محمد مختار: خطر اجتماعي واقتصادي وأمني

وفي هذا السياق، حذر اللواء محمد مختار، الخبير الأمني، من خطورة ما يحدث قائلًا:

“التيك توك وغيره من التطبيقات المشابهة أصبحت خطرًا داهمًا على الأمن الاجتماعي والاقتصادي والقومي، بعدما تحولت إلى مصدر دخل سريع لمن لا مهنة له، على حساب العقل والوعي والقيم”.

وأشار إلى أن العديد من الدول التي كانت صاحبة الفكرة في هذه التطبيقات، سارعت إلى حظرها بعد أن رصدت آثارها السلبية على سلوك الأطفال والمجتمع، بينما لا تزال بعض مجتمعاتنا العربية تكرّم أصحاب هذا المحتوى في فعاليات ومهرجانات لا تُعرف أهدافها.

غياب الرقابة.. وتشويه القدوة

قال مختار إن هذه المنصات تفتقر لأي نوع من الرقابة، سواء قانونية أو ضريبية أو مجتمعية، مؤكدًا أن ما يُبث من خلال كثير من البلوجرز يروّج لانهيار القيم، ويشوّه مفهوم القدوة في أذهان الأجيال الجديدة، مضيفًا:

“في الوقت الذي كان يُكرّم فيه الطبيب والمعلم والمهندس، أصبح الطفل يسأل عن سبب تكريم بلوجر لا يقدم شيئًا نافعًا، ونحن لا نجد إجابة مقنعة”.

ودعا اللواء إلى تدخل مؤسسات الدولة، أسوةً بما فعلته نقابة الموسيقيين التي حدّت من عبث مطربي المهرجانات، مؤكدًا ضرورة فرض رقابة مجتمعية صارمة على تطبيقات مثل تيك توك.

الدولة تتحرك.. والقانون يردع

وأكد مختار أن الدولة المصرية لا تقف موقف المتفرج، بل تتعامل بجدية مع البلاغات ضد المحتوى المسيء، حيث تقوم الأجهزة المعنية برصد وتتبع ما يُنشر إلكترونيًا، وتفعيل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، الذي يسمح للنيابة العامة بالتحرك من تلقاء نفسها ضد أي محتوى يُهدد القيم أو يُحرّض على الفسق.

وقد شهدنا بالفعل محاسبة عدد من البلوجرز الذين تخطوا حدود المقبول، وتم اعتبار محتواهم مسيئًا للأسرة المصرية ومُروّجًا لسلوكيات غير أخلاقية.

الختام: هل حان وقت الحسم؟

نصل إلى السؤال الأهم:
هل نملك الشجاعة الكافية لغلق هذه النوافذ الخطرة؟
هل نستطيع كأسر ومجتمع أن نستعيد زمام المبادرة، ونعلّم أبناءنا أن “التريند” ليس بديلًا عن الأخلاق؟
وهل تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لفرز الغث من السمين، ورفع قيمة “القدوة الحقيقية” من جديد؟

عن ساهندا سليمان

شاهد أيضاً

القبض على علاء الساحر وطليقته ومصور الفيديو بعد واقعة الاعتداء على شاب بالسويس

تفاصيل القبض على علاء الساحر وطليقته ومصور الفيديو في واقعة الاعتداء على شاب تداول رواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *