في عالم “الترند” السريع، حيث تصعد الأسماء بسرعة البرق وتسقط أحيانًا أسرع، واجهت التيك توكر المصرية بيري أزمة شغلت الرأي العام ومتابعي السوشيال ميديا في الأيام الأخيرة، لتتحول من فتاة مرحة تصنع مقاطع ترفيهية إلى اسم يتصدر منصات النقاش، وسط اتهامات، إشاعات، وتكهنات لا تنتهي.
من هي بيري؟
بيري شابة مصرية بدأت مشوارها عبر تطبيق “تيك توك”، حيث نجحت في جذب آلاف المتابعين من خلال فيديوهاتها البسيطة، التلقائية، وجرأتها أحيانًا في تناول مواضيع يومية وشخصية. بمرور الوقت، أصبح لها جمهور يتابع كل جديد تنشره، وبدأت في الدخول لعالم الإعلانات والتعاون مع علامات تجارية.
بداية الأزمة
بدأت الأزمة حين انتشر مقطع فيديو عبر حسابها يُعتقد أنه يحتوي على إشارات أو محتوى “غير لائق” بحسب وصف البعض، ما دفع عددًا من المتابعين لتقديم بلاغات ضدها، وشن حملة واسعة لمهاجمتها على وسائل التواصل. سرعان ما بدأت الاتهامات تأخذ أبعادًا أكبر: البعض تحدث عن “خرق القيم المجتمعية”، وآخرون اتهموها بـ”السعي للترند بأي ثمن”.
في المقابل، دافعت بيري عن نفسها، وأكدت أن الفيديو قد فُهم بشكل خاطئ، وأنها تتعرض لحملة تشويه متعمدة، هدفها تدمير مسيرتها وتشويه صورتها أمام جمهورها.
رد الفعل الرسمي والمجتمعي
في ظل تصاعد الجدل، ترددت أنباء عن إمكانية تدخل الجهات المختصة، خاصة مع وجود حملات إلكترونية تطالب بفتح تحقيقات، وتطبيق عقوبات على صانعي المحتوى الذين “يتجاوزون الخطوط الحمراء”.
من جانبها، خرجت بيري في بث مباشر باكية، مؤكدة أنها تمر بحالة نفسية صعبة بسبب كم الإهانات والضغط الكبير اللي تتعرض له. وقالت:
“أنا مش ملاك.. بس عمري ما كنت إنسانة سيئة. كل اللي عملته إني كنت على طبيعتي.”
المجتمع بين الدعم والرفض
كالعادة، انقسم الجمهور بين من يرى أن بيري ضحية التنمر الإلكتروني والمبالغة في الهجوم، خاصة أن المحتوى الذي تقدمه لا يخرج عن حدود السوشيال ميديا، وبين من يرى أنها تجاوزت الحدود ويجب محاسبتها، خصوصًا في ظل التأثير الكبير الذي تملكه على جمهور من الشباب والمراهقين.
ما بعد الأزمة
سواء كانت بيري ضحية سوء فهم أم تجاوزت فعلًا، الأزمة فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول:
-
مسؤولية صناع المحتوى.
-
دور الجمهور في المحاسبة أو التنمر.
-
وأين تقف “حرية التعبير” أمام “القيم المجتمعية”؟
بيري خرجت من الأزمة بجروح نفسية واضحة، وربما دروس لن تنساها عن قسوة الشهرة على السوشيال ميديا، وعن هشاشة الترند الذي يمكن أن يرفع شخصًا في يوم، ويدمره في الليلة التالية.