طبيب طوارئ يختبر ChatGPT لتشخيص مرضاه: النتائج صادمة

تجربة حقيقية تكشف: ChatGPT ليس طبيبًا بعد

في خطوة جريئة تهدف لاختبار حدود الذكاء الاصطناعي في الطب، أجرى طبيب الطوارئ الأمريكي د. جوش تامايو-سارفير تجربة فريدة، مستخدمًا نموذج ChatGPT في تشخيص مرضى حقيقيين. ورغم أن الأداة أظهرت بعض الدقة، إلا أن التجربة كشفت أيضًا عن ثغرات خطيرة قد تشكل تهديدًا على حياة المرضى إذا ما تم الاعتماد عليها بشكل كامل.

تشخيصات دقيقة أحيانًا.. وخطيرة أحيانًا أخرى

بدأ الطبيب تجربته بعد انتهاء نوباته، حيث أدخل بيانات سريرية لحوالي 40 مريضًا عالجهم مؤخرًا. سأل ChatGPT عن “التشخيصات التفريقية” لكل حالة، وظهرت بعض النتائج مبشرة: في نصف الحالات، كان التشخيص الصحيح ضمن أول 6 احتمالات.

لكن في حالات أخرى، أخطأ الذكاء الاصطناعي بطريقة مقلقة.

مثال صادم: خطأ تشخيصي قد يودي بحياة مريضة

إحدى الحالات كانت لفتاة في الـ21 من عمرها، تشتكي من ألم حاد في الجانب الأيمن السفلي من البطن. قدّم ChatGPT احتمالات مثل التهاب الزائدة وكيس المبيض، لكنه تجاهل تمامًا احتمال الحمل خارج الرحم، وهو تشخيص طارئ ومهدد للحياة.
الخطير أن النموذج لم يطرح حتى السؤال البسيط: “هل يمكن أن تكوني حاملًا؟”
وهذا التساهل في التفكير المفاهيمي كشف عن نقطة ضعف جوهرية في الذكاء الاصطناعي الطبي.

مشكلة التحيز وغياب التفكير النقدي

لاحظ د. جوش أن ChatGPT يكرر المعلومات المدخلة إليه دون أن يطرح الأسئلة التي قد تُغيّر مسار التشخيص، مما يجعله عرضة لتكرار أخطاء الطبيب نفسه. ومع غياب الفهم الكامل للسياق أو القدرة على التقاط التفاصيل الدقيقة، يصبح الاعتماد عليه محفوفًا بالمخاطر.

دور الذكاء الاصطناعي في الطب: مكمل لا بديل

رغم بعض الإيجابيات، مثل استرجاع المعلومات الطبية بسرعة، إلا أن ChatGPT لا يستطيع بعد التعامل مع الحالات المعقدة أو “غير النمطية”. ويرى الطبيب أن مكان الذكاء الاصطناعي يجب أن يبقى في خانة المساعد الطبي، وليس الطبيب نفسه.

نجاح في الاختبارات.. لا يعني الكفاءة في الممارسة

أحد أهم التحذيرات التي أطلقها الطبيب هو عدم الانبهار بقدرة ChatGPT على اجتياز اختبار الترخيص الطبي. فاختبارات الطب تكون غالبًا مبنية على حالات نظرية “كلاسيكية”، بينما الواقع مليء بالتعقيد والتداخل في الأعراض.

نظرة مستقبلية: نحتاج أكثر من مجرد لغة

أوضح د. جوش في تعليقه النهائي أن النماذج اللغوية مثل ChatGPT تفتقر لما يُعرف بـ”النموذج المفاهيمي”، أي القدرة على فهم طبيعة المرض والعلاقات المعقدة بين الأعراض والعوامل البشرية. لكنه أبدى تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي حين يتكامل مع نماذج أكثر تطورًا وقدرة على التفكير السريري العميق.