السحاب
التوترات بين إسرائيل وإيران تُربك حركة الطيران العالمي وتؤثر على ثقة الأسواق
تواصلت موجة تعليق الرحلات الجوية من قِبل عدد من شركات الطيران العالمية إلى إسرائيل، في أعقاب التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. فبعد الغارات الإسرائيلية الليلية على الأراضي الإيرانية، وردّ طهران بهجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة، بدأت شركات الطيران باتخاذ خطوات احترازية، شملت إلغاء رحلات وتجنّب التحليق فوق أجزاء واسعة من أجواء الشرق الأوسط.
أعلنت شركة “دلتا إيرلاينز” الأميركية تعليق جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى سبتمبر المقبل على أقل تقدير، رغم أنها كانت قد استأنفت تشغيل هذه الخطوط مؤخرًا في 20 مايو. وكانت الشركة قد كشفت في وقت سابق عن خطط لزيادة عدد الرحلات اليومية المباشرة من نيويورك إلى رحلتين، تلبيةً للطلب المتزايد في موسم الشتاء.
من جانبها، قررت “يونايتد إيرلاينز” تعليق رحلاتها المتجهة إلى تل أبيب حتى نهاية يوليو، مشددة على أن قرار العودة إلى الخدمة سيُتخذ بناءً على تقييم مستمر للأوضاع الأمنية، مع التأكيد على أولوية سلامة المسافرين وأطقم الطائرات. ووفقًا لتقرير شبكة CNBC، أعادت الشركة طاقمًا مكونًا من 26 فردًا كانوا في توقف بإسرائيل عبر طيران “العال”.
أما شركة “العال” الإسرائيلية نفسها، فقد أعلنت لاحقًا عن تعليق جميع رحلاتها، بالإضافة إلى رحلات شركتها التابعة “سندور”، امتثالًا لتوجيهات السلطات الأمنية والطيران. وذكرت عبر موقعها الرسمي أنها لن تستقبل حجوزات جديدة حتى نهاية يونيو، ونصحت المسافرين بعدم التوجه إلى مطار بن غوريون في تل أبيب.
وأوضحت الشركة أن بعض الرحلات التي كانت متجهة إلى إسرائيل تم تحويل مسارها إلى وجهات أخرى ضمن شبكة خطوطها الجوية، وطلبت من المسافرين العالقين في الخارج ترتيب إقاماتهم مؤقتًا بانتظار التوجيهات الأمنية المقبلة.
الجمعة الماضي، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن إغلاق الأجواء وتعليق الرحلات في مطار بن غوريون حتى إشعار آخر، بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، وذلك نتيجة لهجمات الطائرات المسيّرة الإيرانية.
إلى جانب الشركات الأميركية والإسرائيلية، أوقفت شركات طيران دولية أخرى مثل الخطوط الجوية التركية و”ويز إير” الأوروبية الاقتصادية رحلاتها إلى إسرائيل. كما أعلنت مجموعة “لوفتهانزا” الألمانية تعليق جميع رحلاتها إلى تل أبيب وطهران حتى 31 يوليو، وإلى الأردن ولبنان حتى 20 يونيو على الأقل.
وفي السياق ذاته، ألغت “طيران الإمارات” رحلاتها من دبي إلى عدة وجهات إقليمية تشمل العراق، الأردن، لبنان، وإيران، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وقد وفّرت شركات الطيران المتأثرة خيارات بديلة للمسافرين، شملت قسائم سفر وإعفاءات من رسوم تغيير الحجوزات، تخفيفًا على العملاء المتضررين من هذه الاضطرابات.
هذا وتُلزم الصراعات العسكرية في كل من الشرق الأوسط وأوكرانيا شركات الطيران الدولية باتخاذ مسارات أطول وأكثر كلفة، في محاولة لتجنّب الأجواء غير الآمنة، مما يزيد من الأعباء التشغيلية ويقوّض ثقة الأسواق في استقرار حركة السفر الجوي عالميًا.
