جاء مسلسل “وتقابل حبيب” ضمن عروض دراما رمضان لهذا العام، محاولًا أن ينسج قصة حب معقدة تتخللها أزمات اجتماعية واقتصادية، في إطار يمزج بين العاطفة الجارفة ومظاهر الثراء الفاحش. لكن رغم الطموح الواضح لتقديم دراما رومانسية آسرة، إلا أن العمل سرعان ما تاه وسط دوامة من الكليشيهات المستهلكة والمواقف المكررة، وبعض المشاهد التي بدت وكأنها مأخوذة حرفيًا من أعمال سابقة، مثل فيلم ومسلسل “الأب الروحي” وغيرهما.
يُنظر إلى هذا المسلسل على أنه محاولة لإعادة استثمار نجاح مسلسل “ونحب تاني ليه”، خاصة أن عددًا كبيرًا من طاقم العمل نفسه شارك فيه. إلا أن النتيجة النهائية جاءت باهتة، فـ*”وتقابل حبيب”* ظهر كعمل يفتقر إلى العمق الدرامي، ويعاني من حبكة مفككة وغير منطقية في كثير من مفاصلها.
منذ حلقاته الأولى، بدت القصة هشّة في تركيبتها، متخبطة في سردها، مفتقرة إلى البُعد الإنساني اللازم لإقناع المتلقي. فقد حاول المسلسل الجمع بين كل ما يمكن من عناصر الجذب، من خيانة ومؤامرات وصراعات عائلية وطبقية، لكنه أخفق في تحويل تلك العناصر إلى سرد مترابط ومتماسك.
تدور القصة حول زوجة تكتشف خيانة زوجها وزواجه سرًّا من امرأة أخرى طيلة أربع سنوات، وإنجابه منها طفلًا، مستغلًا أموالها ومكانتها الاجتماعية. وبدلًا من أن تتوقف المأساة عند هذا الحد، تتوالى الأزمات: انهيار اقتصادي، انهيار أسري، صراع على النفوذ، وتفشي التسلط والانتهازية داخل العائلة الثرية.
وفي خضم هذا الانهيار، يلتقي “الحبيبان”، بطلا القصة، في محاولة لإحياء ما تبقى من المشاعر الصادقة وسط عالم تغلب عليه المصالح والتناقضات الطبقية والعائلية. إلا أن هذا اللقاء لم يُعالج بالعمق الكافي، ليبدو في كثير من الأحيان سطحيًا أو غير مُقنع دراميًا، وكأن العمل يكتفي باستدعاء التوتر العاطفي دون أن يُقدّم مبررات درامية قوية له.
في المحصلة، “وتقابل حبيب” كان أمامه فرصة حقيقية لتقديم عمل رومانسي اجتماعي يلامس القلوب، لكنه أضاعها بين إغراق بصري في مظاهر الثراء، وسيناريو متعثر لم يعرف كيف يحوّل الانفعالات الإنسانية إلى لحظات درامية حقيقية.