مجدي شاكر: الفيوم مؤهلة لتكون من أهم الوجهات السياحية في مصر والعالم

الفيوم.. الكنز المصري المفقود ينتظر من يكتشفه

في قلب الصحراء الغربية وعلى بُعد خطوات قليلة من صخب العاصمة، تقع محافظة الفيوم التي طالما وُصفت بأنها “الكنز المفقود” في خريطة السياحة المصرية، رغم ما تزخر به من كنوز طبيعية وأثرية تجعلها جديرة بأن تكون من بين أبرز الوجهات السياحية في العالم.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “هذا الصباح” المذاع على قناة “النيل للأخبار”، أن الفيوم تحتضن ثروة لا تُقدر بثمن من المواقع التاريخية والطبيعية التي لا تزال بحاجة إلى مزيد من الترويج والدعم لتأخذ مكانها الطبيعي على خارطة السياحة المحلية والعالمية.

أهرامات الفيوم.. قصة ترويها الرمال

لفت الدكتور شاكر إلى أن الفيوم تمتلك ثلاثة من أقدم الأهرامات التي تعود إلى عصور الدولة الوسطى، والتي أصبحت في الآونة الأخيرة وجهة لآلاف السائحين من مختلف دول العالم. هذه الأهرامات لا تقل أهمية عن أهرامات الجيزة، لكنها لم تحظَ بعد بالاهتمام الإعلامي والسياحي الكافي.

تراث طبيعي وإنساني عالمي

الفيوم ليست فقط موطنًا للسواقي الشهيرة وأبراج الحمام التي طالما ارتبطت بها في المخيلة الشعبية، بل هي أيضًا نافذة على عصور ما قبل التاريخ. ففي قلب صحرائها، تقع محمية وادي الحيتان، التي تُعد متحفًا طبيعيًا مفتوحًا يضم بقايا حيتان عملاقة تعود إلى أكثر من 40 مليون سنة، مما أهلها لتكون على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

ويضيف الدكتور شاكر أن هذه المنطقة لا تمثل فقط أهمية علمية نادرة، بل تقدم تجربة سياحية مدهشة توثق تحول الحياة على الأرض من كائنات بحرية إلى كائنات برية.

الفيوم.. محافظة الأرقام القياسية

وعلى صعيد الآثار، تحتضن الفيوم أكثر من 40 موقعًا أثريًا متنوعًا، من بينها:

  • معبد قصر قارون الذي يشهد ظاهرة فلكية فريدة بتعامد الشمس على قدس أقداسه في يوم معين من كل عام.

  • سد اللاهون، أقدم سد في التاريخ، والذي يعود إلى عهد الملك سنوسرت الثاني.

  • أقدم طريق مرصوف في العالم، يربط بين مناطق المحاجر القديمة، ويعد شاهدًا على براعة المصريين القدماء في هندسة البنية التحتية.

طبيعة تأسر القلوب

الفيوم ليست فقط ملتقى للتاريخ، بل أيضًا وجهة طبيعية ساحرة. من بحيرة قارون إلى محمية وادي الريان ببحيرتيها وشلالاتها، تقدم المحافظة تنوعًا بيئيًا يجعلها نموذجًا للسياحة البيئية المستدامة. هذه الأماكن توفر تجارب لا تُنسى لعشاق الطبيعة، والتخيي

دعوة مفتوحة للاستثمار والترويج

في ختام حديثه، شدد الدكتور مجدي شاكر على ضرورة تكثيف الجهود الرسمية والخاصة للترويج لمحافظة الفيوم كوجهة سياحية متكاملة، مشيرًا إلى قربها من القاهرة وسهولة الوصول إليها كأحد أبرز العوامل الجاذبة للسائحين. كما دعا إلى ضخ استثمارات جديدة في البنية التحتية والخدمات السياحية، وإدراج المحافظة ضمن برامج السياحة التعليمية والبيئية والثقافية.

الفيوم… وجهة المستقبل

قد تكون الفيوم اليوم كنزًا مفقودًا، لكن إن أُحسن استثماره وترويجه، فقد تتحول هذه المحافظة الهادئة إلى جوهرة سياحية

م، ومراقبة الطيور النادرة.

تنافس كبريات المدن السياحية في العالم، وتعيد إلى مصر مكانتها كأرض الحضارات والطبيعة المتفردة.

عن ساهندا سليمان

شاهد أيضاً

مشروع جديد لتجميل الواجهات برعاية وزارة الثقافة وتوقيع فنانين مصريين شباب

وزير الثقافة يتبنى مشروع “ذهب أسوان” لتجميل الواجهات وإبراز الهوية المصرية تواصل الدكتور أحمد فؤاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *